تنقل صحيفة جيروزاليم بوست تحليلاً ليعكوف كاتس يتناول فيه الخطر المتزايد على كا وصفه بالتفوق العسكري الإسرائيلي في ضوء صفقات تسليح ضخمة بين الولايات المتحدة ودول كالسعودية وتركيا.
منذ عام 2008، فرض الكونجرس الأمريكي على الرئيس تقييم الحفاظ على "التفوق العسكري النوعي" لإسرائيل، والذي يعني قدرة تل أبيب على التصدي لأي تهديد تقليدي محتمل بأقل الخسائر، بفضل تفوق نوعي وكمي في السلاح.
ولعقود، واظبت واشنطن على منح إسرائيل نسخًا أكثر تطورًا من الأسلحة مقارنة بجيرانها، حتى حين باعت طائرات F-15 للسعودية أو F-16 لمصر.
لكن هذا النهج بدأ يتغير.
في الأيام الأخيرة، أثارت صفقات أمريكية محتملة مع السعودية وتركيا مخاوف داخل إسرائيل، خصوصًا مع تداول تقارير حول إمكانية منح تلك الدول طائرات F-35، وهي المقاتلة المتطورة التي لا تشغلها حاليًا سوى إسرائيل في الشرق الأوسط.
هذه الطائرة لا تُعتبر مجرد مقاتلة بل نظامًا شبكيًا يربط بين مختلف الطائرات والقوات الحليفة في ساحة المعركة.
وصول هذه الطائرة إلى تركيا، رغم عضويتها في الناتو، يثير قلق الكيان الصهيوني، خاصة وأن رئيسها رجب طيب أردوغان دعا مؤخرًا إلى تدمير إسرائيل.
هل يمكن لإسرائيل أن تشعر بالأمان في ظل تحليق هذه الطائرات بيد دولة يُصرّح زعيمها برغبة في إبادتها؟
يضاف إلى ذلك أن مذكرة التفاهم الحالية بين إسرائيل والولايات المتحدة، والتي تضمن مساعدات عسكرية سنوية بقيمة 3.8 مليار دولار، ستنتهي في سبتمبر 2027.
وقّع الاتفاق عام 2016 الرئيس باراك أوباما، وبدأ سريانه مع بداية ولاية ترامب. في وقتها، اختار نتنياهو أوباما، لكونه "معلومًا" مقارنةً بغموض ترامب.
مع انتخاب بايدن، حاولت حكومة بيني جانتس فتح قنوات تفاوضية مبكرة لتمديد الاتفاق، لكن انهيار الحكومة أنهى تلك المبادرة.
وعندما عاد نتنياهو، لم يُعطِ المسألة أولوية، ثم اندلع هجوم 7 أكتوبر، وأصبحت الظروف أكثر تعقيدًا.
اليوم، يظهر ترامب مجددًا، وعلى الأرجح سيُشكّل الطرف المقابل في أي مفاوضات مقبلة حول مذكرة تفاهم جديدة.
يختلف المسؤولون الإسرائيليون في التقدير:
بعضهم يرى في التهديد الحالي للتفوق العسكري فرصة لتوسيع نطاق المساعدات
والبعض الآخر يشكك في نوايا ترامب، ويفضّل واقعية قائمة على مصلحة مالية متبادلة، حيث يميل ترامب إلى مكافأة الدول التي تضخ استثمارات في الاقتصاد الأمريكي، كما تفعل السعودية وقطر والإمارات.
ربما لهذا صرّح نتنياهو مؤخرًا أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست بضرورة "البدء في فطام إسرائيل عن المساعدات العسكرية الأمريكية". فإذا كان واثقًا من تجديد الدعم، لمَ التلميح إلى الانفصال عنه؟ قد يكون ذلك محاولة استباقية لتبرير فشل محتمل في الحصول على صفقة جديدة.
وأضاف المقال: "ثمة من يرى في هذه الخطوة فرصة لتعزيز استقلال القرار العسكري الإسرائيلي، وتنويع مصادر السلاح، وتقوية الصناعات الدفاعية المحلية. لكن الانتقال إلى هذا المسار يتطلب خطة مدروسة، لا قرارًا مرتجلًا وسط حرب لم تنتهِ بعد".
على الصعيد السياسي، غابت إسرائيل عن قمة هذا الأسبوع جمعت ترامب، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس السوري الجديد أحمد الشرع في الرياض. كما شارك أردوغان عبر الفيديو، بينما غابت تل أبيب. لو أدار نتنياهو حرب غزة بشكل مختلف – أبرم صفقة لإطلاق سراح الرهائن، واختصر القتال، وأطلق مسارًا سياسيًا لإعادة إعمار غزة بحكم جديد – هل كانت إسرائيل لتجلس على الطاولة؟
يختتم كاتس مقاله في جيروزاليم بوست: "اليوم، تُوقَّع صفقات تجارية بتريليونات الدولارات بين واشنطن والرياض والدوحة، وتُزال العقوبات عن سوريا، ويُكرَّم من كان بالأمس في خانة الإرهاب، بينما تبقى إسرائيل متفرجة".
https://m.jpost.com/opinion/article-854150